إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 14 نوفمبر 1997

هل آن حقاً أن نعود



اليوم جئتِ لتسأليني أن أعودْ...
فلمن أعودْ؟...
ولمن أغادر قبر صمتي؟
كيف أرحل عن يقيني...
خبريني
كيف لي أن أفتح الشباك للريح العنيدةِ
كي أرى الميدان أتخم بالسبايا والضباعْ
حتى أري الصلبان في كل الأزقة فوقها بشرٌ جياعْ
اليوم جئتِ لتسأليني أن أعودْ
أن أبعث الورق المهلهل من جديدْ
وأحرر القلم المكبل بالحديدْ
ولمن سأكتبُ
حين ترتع في عروق الكل رائحة الصديدْ
قد علمونا أن نعيش بلا كلامْ
وأن نموت بلا كلامْ
قد علمونا أن نحارْ
وأن نهونْ... وأن نخونْ
حتى العيون
قد علموها أن تخاف الشمس في حضن النهارْ
جعلوا العناكب تصنع الأعشاش في جوف الصدورْ
غرسوا الفواحش في الأغاني
ملأوا المنابر بالغواني
قتلوا جميع الأنبياء المرسلين
حتى صلاح الدينْ
جعلوه تمثالاً تداعبه الطيورْ
فصدقيني
لم يعد شيءٌ يفيدْ
كم قد حلمت ببعثتي
فلقد مللت الموت والموتى ورائحة القبورْ
فلكم حلمت بأنني يوماً سأرجعُ
أبعث الأموات من بين السطورْ
سأعود أرسم في ظلام اليأس فجراً للنهايهْ
سأعود أرفع في المساجد ألف قنديلٍ وآيهْ
وإذا نظرتُ إلى المرايا
عدتُ أفخر أن هذا الوجه وجهي
أن هذا الإسم إسمي
أن هذا القلب يوماً لم تدنسه الخطايا
وظللت أحلم ثم أحلمُ ثم أيقظني البكاءْ
صوت الوليدْ
طفلٌ أتي من ظلمتين لظلمتينْ
رفض الحقيقة بالصراخ ودمعتينْ
فدخلتُ قبري من جديدْ
ورفعت كفي للسماء
**************
أحمد خيري سليم

السبت، 4 أكتوبر 1997

إعراب


قلتُ أحبكِ 
قالت:أعرِبْ
قلتُ:يجوز الضم 
إذا ضمتنى كل زهور الكون على كفيكِ
تجوز الفتحة 
حين تصدين الأبوابْ
ويجوز الكسر 
إذا ما اشتاق القلب إلى الأحبابْ
وتجوز السكنة 
حين يعود الطير يحلق فى عينيكِ
فقالت:قد أخطأتَ 
فليس لحبك أى محلٍ من إعرابْ
********
أحمد خيري سليم

الجمعة، 14 مارس 1997

ملحمة الطير الضائع


ويــــومــــــاً رأيتــــكِ طــيراً صغيراً
وتلـــهو بــه الـــريح فـــى راحــتيها
فــيضرب فـى الـريح يبغى الـوصول
ويــقوى به الـــضعـــف شيئاً فشيئاً
يغـــادر عــــينيه دمــــع التــــــمنى
حــــمــلـتكِ غـــارقةً فى الــــــجراح
فـــناديتُ فــى الســـحْب ألا تفيضى
وداويــــتُ فــــيكِ الــــــجراح لعلّى
ضــــحكتِ لـــــعينىَّ حـــــباً فألــقتْ
جـــمعــتُ لـك ِالـــقش عــــشا دفيئا
فـــأحــسسـتِ أمـــناً وأحسستِ دفئاً
فـــطـَــيْرى تـــمرد بعــــد الأمـــــان
فـــخنـــتِ الــــوفاء وألـــــقيتِ ناراً
وأنـــســـاكِ صبـّـكِ أنــى بعــثـتـــكِ
وإن فــــاض بــالــخير نهــرٌ فحتماً
وإن الــــذى صــــــاغ بالـــمر حلواً
ومــــا كــــنتُ مــن يهــدم الأمنياتِ
بكـــفــيكِ حـطـمـت قــلبى، وعشى
عـــزفتكِ فـــى القــــلب لحناً أصيلاً
قـتلـــتِ عــلى الثغـــر كل الحروف
فــعــــودى إلى اللــيل طيراً ضعيفاً
حـــــكيتُ الحـــــكـاية للـــــعاشقينَ
ســـيــبـقـى مـــع الليل طيرٌ وتبقى
يصــــارع ليلاً خـيـوط الـمــطرْ
وتـقـسو عـليه غـصون الشجرْ
ليلــقـــى الأمــان بحضن القمرْ
فـيسقــــط فــــــى يأسـه ينتظرْ
ويدمـــى جنـاحيه طــول السفرْ
وقـلبك يـوشــــك أن يـحــتضرْ
وأســـررتُ للــيل:هـاتِ السحَرْ
أعــيد إلـــى القلـب ما قد خسرْ
بحــــار الأمــــــانىّ لـى بالدررْ
لـــيجمــــع قـلبـيـن حــبٌ عطرْ
فــــجــربتِ أيـضـاً طباع البشرْ
وآمـــــنتُ بالــــحب لـكــن كفرْ
بقـــلبٍ أنـــار الــطريق الوعـرْ
مــــن وسْـــط وحـــلٍ نـدىٍ قذرْ
إذا زاد بالــــفيض يـومـاً يضــرْ
قـــــديرٌ عــــلى عــــوده للأمـرّ
ولــكـــن بكـــفيكِ كــان الضـررْ
بكـــفـــيكِ أوقـــدتِ فــيه الشررْ
وغــنـيـتُ لـلـــحب طــول العمُرْ
وكسّـرتِ قـوسـى، قـطعتِ الوترْ
وقـــولـــى لــنفســـك:هذا القدرْ
فــمــن ذا ســيسمــع..من يعتبرْ
قـلــــوبٌ لــتـنــدم أو تـنـكـــسرْ
        أحمد خيري سليم

السبت، 8 فبراير 1997

تساؤلات

تسائلنى:
لماذا أنتَ تهوانى؟
أقول لها: لأنكِ قطعةٌ منّى
لأنك نور أيامى
وتسألنى:
وماذا قلتَ فى حسنى؟
أقول لها: أرى ورداً ربيعيا
يزين جمال خديكِ
وأسمع أعذب الألحان
تعزف بين شفتيكِ
جميع حسان دنيانا
غبارٌ تحت قدميكِ
وتسألنى:
 وكيف تراك تهوانى؟
أقول لها: أحبك حبَّ صوفىِّ
هداه الله للتقوى ليهجر كل دنيانا
ويبقى بين كفّيكِ
وتسألنى:
إذا ما الدهر فرقنا أتنسانى؟
أقول لها: وكيف أعيش فى بعدى
وكان مكان ميلادى
على أعتاب عينيكِ
ـــــــــــــ
                                 أحمد خيري سليم