إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 14 مارس 1997

ملحمة الطير الضائع


ويــــومــــــاً رأيتــــكِ طــيراً صغيراً
وتلـــهو بــه الـــريح فـــى راحــتيها
فــيضرب فـى الـريح يبغى الـوصول
ويــقوى به الـــضعـــف شيئاً فشيئاً
يغـــادر عــــينيه دمــــع التــــــمنى
حــــمــلـتكِ غـــارقةً فى الــــــجراح
فـــناديتُ فــى الســـحْب ألا تفيضى
وداويــــتُ فــــيكِ الــــــجراح لعلّى
ضــــحكتِ لـــــعينىَّ حـــــباً فألــقتْ
جـــمعــتُ لـك ِالـــقش عــــشا دفيئا
فـــأحــسسـتِ أمـــناً وأحسستِ دفئاً
فـــطـَــيْرى تـــمرد بعــــد الأمـــــان
فـــخنـــتِ الــــوفاء وألـــــقيتِ ناراً
وأنـــســـاكِ صبـّـكِ أنــى بعــثـتـــكِ
وإن فــــاض بــالــخير نهــرٌ فحتماً
وإن الــــذى صــــــاغ بالـــمر حلواً
ومــــا كــــنتُ مــن يهــدم الأمنياتِ
بكـــفــيكِ حـطـمـت قــلبى، وعشى
عـــزفتكِ فـــى القــــلب لحناً أصيلاً
قـتلـــتِ عــلى الثغـــر كل الحروف
فــعــــودى إلى اللــيل طيراً ضعيفاً
حـــــكيتُ الحـــــكـاية للـــــعاشقينَ
ســـيــبـقـى مـــع الليل طيرٌ وتبقى
يصــــارع ليلاً خـيـوط الـمــطرْ
وتـقـسو عـليه غـصون الشجرْ
ليلــقـــى الأمــان بحضن القمرْ
فـيسقــــط فــــــى يأسـه ينتظرْ
ويدمـــى جنـاحيه طــول السفرْ
وقـلبك يـوشــــك أن يـحــتضرْ
وأســـررتُ للــيل:هـاتِ السحَرْ
أعــيد إلـــى القلـب ما قد خسرْ
بحــــار الأمــــــانىّ لـى بالدررْ
لـــيجمــــع قـلبـيـن حــبٌ عطرْ
فــــجــربتِ أيـضـاً طباع البشرْ
وآمـــــنتُ بالــــحب لـكــن كفرْ
بقـــلبٍ أنـــار الــطريق الوعـرْ
مــــن وسْـــط وحـــلٍ نـدىٍ قذرْ
إذا زاد بالــــفيض يـومـاً يضــرْ
قـــــديرٌ عــــلى عــــوده للأمـرّ
ولــكـــن بكـــفيكِ كــان الضـررْ
بكـــفـــيكِ أوقـــدتِ فــيه الشررْ
وغــنـيـتُ لـلـــحب طــول العمُرْ
وكسّـرتِ قـوسـى، قـطعتِ الوترْ
وقـــولـــى لــنفســـك:هذا القدرْ
فــمــن ذا ســيسمــع..من يعتبرْ
قـلــــوبٌ لــتـنــدم أو تـنـكـــسرْ
        أحمد خيري سليم