إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 14 ديسمبر 1998

عودي



أنــا لـست أنــسى لو تطول حياتى     عهد الهوى ينساب فى عبراتى
لــم قـد رحلتِ ولم يزل فينا الهوى     طــفلاً بريئاً مـثـقـل الخـطواتِ
يحــبو ليبحـث عـــــن أنامـل أمــه     فـيتوه مـنّى فى دجى الطرقاتِ
لو كان ينقصكِ الدليل على الهـوى     يكــفيكِ مــا باحـت به نظراتى
يلتاع قلبى إن بكيتِ، وإن ضحكتِ     تــبـسمـتْ عـيناكِ فـى قسماتى
أنـا لا أرى إلاك وســط دفـــاترى      بل مـــا أنــا إلاك فـى المـرآةِ
عـلّمتِنى كيف البكارة فى الــهـوى      فــنذوب تـقبيلاً بـلا قـــبـــلاتِ
قلمى الذى قد عاش عــندكِ راهـباً      من أجل عينيكِ استباح دواتى
كم قد تطهرتْ السطور بصـورتكْ      وتوضـأتْ مـن وصفها كلماتى
أحــرقــتُ قــلبى فــى هواك تقرّباً      ونثــرتُ بيــن يديكِ كل رفاتى
كــم أبحــرتْ ســفنى بــغير هدايةٍ      ورسـوتُ عندك فاتخذتكِ ذاتى
الشـــوق مــدّ يديه نحوكِ فارحمى     هـــذا الــفــؤاد مــعذب الخفقاتِ
لا تتــركى قــلبى لأشرعة السفينِ      يضيعها عصف الظنون العاتى
كــم عــشتُ ظـمآن الهوى فتقدّمى     وخذى الغرام من العيون وهاتى
عودى إلىّ ضعى رحالك فى دمى     فالــنــور يـخـبو خارج المشكاةِ
لا تــرحــلى عـنى فـيرحل عمرنا     يا كـل عـمرى ما مضى والآتى
سأعـيش عمرى فى هواكِ مسافراً     يا آخـــر الأســفار والــرحلاتِ
                                                         أحمد خيري سليم

الاثنين، 16 نوفمبر 1998

دكتور نسا (عامية)

دكتور نسا..أيوة أنا دكتور نسا..
باقبض فلوس بالكوم..حياتى كويسة..
بس الحكاية من البداية كانت فقيرة مفلسة .
هاحكى الحكاية صوت و صورة كلها..
و عشان حبايبى باللغات فيديو و ساوند
بدأت حكايتى بالراوند..
إحساس غريب من أول اليوم ضمنى..شىء غمنى..
كان الصريخ يخنق ودانى كل يوم..و لقيتنى عايش فى الجحيم..
بآكل نسا..و اشرب نسا..
و ان جيت مرضت فى يوم يكون عرق النسا..
حتى فى أحلامى هموم طلق و وجع..
ستات بتصرخ من الألم أو من الدلع..
شهرين و انا عايش كدة و آدى النسا .
بعد التعب كملت حكايتى بالعجب..يوم الامتحان..أول سؤال:
إزاى بدون ما الست تنطق كلمة تعرف سنها و عدد العيال؟..
ثانى سؤال:إزاى تفرق حمل كاذب من حقيقى فى الجمال؟..
مالى أنا و مال الجمال !!..ثالث سؤال:
الست لما بتيجى تولد تبقى جاية لنا برجليها اليمين و الا الشمال..شفتوا الخيال؟
و قريت جميع الأسئلة..المسطرة مالقتش سطر تسطره
حتى القلم داب جوة جيبى من الكسوف..
أما أنا فسكت من كتر الطلاسم و الحروف زى الصنم..
و كأنى وسط الإمتحان أصبحت انا تمثال هبل..
و ملانى فجأة شعور غريب..إحساس طراوة أو بلل .
و خرجت مش عارف طريقى و سكتى..
و لقيتنى باتكعبل فى نمرة جزمتى..
و فى بيتى لما قالولى عال الإمتحان؟ انا قلت عال اطمنوا..
أصل ابنكم أستاذ نسا .
يوم النتيجة لقيت درجتى منورة..ثلاثين تمام..ناقصين كتير..
لكن قعدت بحسرتى من غير كلام..
و لقيت بشر جايبين نمر قرب النهاية..
فقلت:يمكن إحنا بس الأغبيا أو محسوبين ضمن البقر.
و سألتهم قام رد سوسو و قال مذاكر من قناة النيل دروسه..
أما توتو ماسابش أى كلام حريم فى اليوم يفوته..
بس ميمى عبقرى العلم الحريمى كان مقطع من المذاكرة ياناس هدومه .
شفتوا أسرار النجاح؟ قربت أطلع من هدومى..
النهاية..ما علينا..سيبنا من الماضى الأليم..
ربك كريم..ستار حليم..و لا حد عنده بيتنسا..
بعد السنين رغم الأسى..
اتحققت لى المعجزات..
و بقيت أنا..دكتور نسا
**************
أحمد خيري سليم 

الأربعاء، 14 أكتوبر 1998

قلب الفارس

كان أمام الناس الفارسُ
يحيا فيهم دون القلبْ
يخرج عند الفجر يحاربُ
لا ينهزمُ.. يحب الفرسَ..
ويهوى النصرَ..
ويعشق كل فنون الحربْ
لكنْ عند غروب الشمس
يعود الفارس شيئاً آخر..
يرحل فى أحضان الليل
ويصعد فوق الجبل الخالد
 دون حصانْ
يخلع نعليه..
ويدخل فى محراب الحبْ
يرقد جنب الصنم الصامت منذ سنينْ
يتبع كل طقوس العاشقِ
يوقد شمعاً
يحرق بعض بخور الهندْ
يتلو تلك الكلمات المحفورة
 فى قلب الجدرانْ
لكنْ لا ردْ
يرقص حول الصنم الصامت كالمجنونْ
ثم يعود إليه الرشدْ
يخرج مهزوماً
يضع عليه قناع النصر
ويلبس كل عتاد الحربْ
يرجع للميدان وينسى
فى المحراب بقايا القلبْ
                                                                  ـــــــــــــــــــــــــ
                                        أحمد خيري سليم

الخميس، 2 يوليو 1998

غصن الزيتون



"نشجبْ...ننكر...بل لا نقبلْ"
في إحدى القاعات الملأى
بالأفواه وبالألوانْ
بخطوطٍ حمراءْ
بنجومٍ زرقاءْ
وملائكةٍ بيضٍ تعلوهم هالاتٌ سوداءْ
رفعوا أغصان الزيتونْ
ماذا قيل؟
من قد قال؟
أين القاتل أو من ماتْ؟
لا يدرونْ
الكل يصفق للكلماتْ
وبغير نكاتْ
الكل يكركرْ
تلتقط الصور لتوضع في صفحات التاريخ الأصفرْ
ووجدتُ اللعبة أسهل من لعب الأطفالْ
في مأدبة العام المقبلْ
أملأ جوفي المتخم من جيف الشهداءْ
من أجل الصور الحمقاءْ
أشعل سيجاري الممتدْ
أغضب لحظاتٍ... أحتدْ
أرفع زيتوناً أخضرْ
أصرخ في وجه اللاشىء:
"نشجبْ...ننكرْ...بل لا نقبلْ"
******
أحمد خيري سليم

السبت، 6 يونيو 1998

الشعر بعضٌ من كذب

عفواً فتاتى
لستُ من تهوينهُ
أحببتِ أحلاماً و أوهاماً
تسافر فى الكتبْ
أحببتِ فىَّ الشعر
ثم نسيتِ أن الشعر بعضٌ من كذب
أظننتِ أنى فارس الفرسان
يطوى الأرض فوق جواده
والسيف يرقص بين أشلاء الرقاب فيرتوى
عفواً فتاتى كان بعضا من كذبْ
فأنا خلقت الفارس المغوار من قلبٍ ضعيفٍ
ثم كان السيف من بوصٍ رقيقٍ
والحصان فكان مهراً من خشبْ
عفواً فتاتى كان بعضاً من كذبْ
أظننت أنى ذلك القديس فى المحراب
 بين تهجدٍ وصيامْ
لم يعصِ يوماً ربه
قد جاء يدعو للهدى كل الأنامْ
عفواً فتاتى كان بعضاً من كذبْ
سترين تحت عباءة القديس آثام الوَرَى
والشاعر العربيد فى الحانات يغرق
 بين ألوان الحببْ
عفواً فتاتى كان بعضاً من كذبْ
فالكل يمضى زائغ الأبصار يلهث
 فى زمان الأشقياءْ
والشعر كان لهؤلاءْ
الشعر كان لكى يريح الناس من ألم الحقيقة بالكذبْ
فالشعر بين يديكِ يقسم أننى لست الذى تهوينه..
إنى بشرْ.. إنى بشرْ.. إنى بشرْ
*********
أحمد خيري سليم

السبت، 16 مايو 1998

كل البلاد الأندلس

نبكى ضياع الأندلس
وكأننا ما ضاع منا غيرها
لا تكتبوا التاريخ حتى ينتهى
مازال "عبد الله" حيا لم يمتْ
مازلت أسمع أمه
 تبكى ضياع رجولة الملك"الصغير"
لا تبك ملكاً من يديك أضعتهُ
لكنه ما زال حيّا
كى يضيع
وكى يبيع
بغداد ماتت وانتهتْ
والقدس راحوا يخلعون ثيابها
ودمشق ألقت سيفها
واستسلمت لسيوفهم
وتكاد قاهرة المعز
تداس تحت نعالهم
يا "طارق بن زياد" عُدْ
بالله عدْ
وافتح بلاد المسلمينْ
فالأمر أكبر من ضياع الأندلس
أضحت بلاد المسلمين جميعها
كالأندلس
***
أحمد خيري سليم

السبت، 14 مارس 1998

اذكريني

اذكرينى..كل حينْ
هل تذكرينْ ؟
قد كان من زمن البطولة فارسٌ
لما غدا فى الحب ليلاً قد أعاقكِ
عن بداياتِ النهارْ
لما رأى أن القلوب تُباع أصفاراً
وأرقاماً تُرصُّ إلى اليسارْ
باع البطولة والحصان والانتصارْ
هجر الزمان إلى عصور العاشقينْ
هل تذكرينْ ؟
واذكرينى..
تحت أشجار الخريف الباكيهْ
أو بين أوراق الزهور الباليهْ
أو عند رمل الشط يلهو
بالمياه الصافيهْ
كم كانت الأشجار بالأوراق راقصة ً
تداعب مقلتيكِ
كم كانت الأزهار تضحك فى يديكِ
والموج يلهث خلفنا من شوقه ليضمنا
كم كانت الأشياء ملأى بالحياة وبالحنينْ
هل تذكرينْ ؟
واذكرينى إن جلستِ إلى جوار المدفأهْ
وسمعت دقات العقارب فاذكرى قلباً قديماً
مثل ساعات القصور الباردهْ
صدئت عقاربها وضاع رنينها
وتوقف البندول فيها من سنينْ
هل تذكرينْ ؟ أم قد نسيتِ الذكرياتْ
فبرغم أنك بعتِ حبى بالفتاتْ
حسبى وحسب القلب أنك تذكرينْ
********
أحمد خيري سليم

الاثنين، 9 فبراير 1998

من لا شيء


فى مدرسة الحب الخالدْ..كنت صغيراً
كنت وحيداً..لا كراس ولا زملاءْ
ومعلمتى جاءت يوماً
بالأوراق وبالفرشاة وبالألوانْ
قالت: درسى اليوم بسيطٌ
هيا,خذ تلك الأشياءْ
واصنع شيئاً من لاشىءْ
لم أترددْ
رحت أصوغك شَعراً يسبح وسط نسيم الليل العابثِ
وجهاً عذباً..كـفّـاً تعزف لى كلماتى
رحت أصوغك عين الأنثى تضحك حيناً
تخجل حيناً من فرشاتى..
رحت أصوغك ثغراً ينطق كل لغات الأرض
بغير حروفْ
ثم اكتملت لوحة عمرى..كانت أنت بلا تحريفْ
لكن عجباً..فمعلمتى رفضت رسمى
قالت: أكمل..ينقص رسمك شىءٌ واحدْ
رحت أفكر..كنت أغير زمنى، وطنى، كل الناس
كنت ألون ليل نهارْ
لكن ينقص رسمك شىءٌ لا أدريهْ
يئس الشيب على فودىَّ وضاع العمر مع الفرشاهْ
فى مدرسة الحب الخالدْ
رحت أعيد السنة الأولى
نفس الورق ونفس الرسم
ومعلمتى تقسم أنى ينقص رسمى شىءٌ واحدْ
شىءٌ يأتى من لا شىءْ
ثم أعيد السنة الأولى
علِّى أكمل هذا الشىءْ
********
أحمد خيري سليم

الجمعة، 23 يناير 1998

الربيع الأخير


فصل الربيع حبيبتى..
هل كان موعدنا الأخيرْ ؟
مازلتُ أذكر ليلة ً..
 كنا هناكْ
والكأس دارت
 فى جموع المغرمينْ
والحسن أغرى الورد
 بالرقص الرصينْ
لكن ناى الحب ليلتها
 شدا اللحن الحزينْ
قد كنتِ حلماً من بعيدٍ
 كالسرابْ
شىءٌ غريبٌ
 كان يذبل وجنتيكِ
شىءٌ غريبٌ
 فى عيونكِ..فى يديكِ
دمعٌ وقد سعدتْ قلوبْ
برد وقد دفئتْ دروبْ
شىءٌ غريبٌ راح يلهب مهجتى
 شىءٌ غريبْ
فإذا بعينك لم تعد ترنو  إلىّ
وإذا بكفكِ قد تهاوت من يدىّ
غدت السماء بلا نجومٍ أو قمرْ
حتى البلاد بلا دروبً أو بشرْ
أدركت كنه مخاوفى بعد الرحيلْ
فالناس غرقى فى البكاءْ
وتضمنى كالقبر
 أحضان العزاءْ
وتردد الأفواه ألفاظ الخسارة
 والضياعْ
فعجبتُ من هذا السفرْ
أن الرحيل بلا وداعْ
وعجبت حقاً للبشرْ
حسبوا الأحبة ينتهونْ
أوهل يموت العاشقونْ ؟
بالله كيف وإننى
 مازلتُ بين يديكِ
ألهو  بالورودْ
ما زلتُ فى عينيك أرحلُ
فى سماوات الوجودْ
مازلت فيك حبيبتى
والنفس تنعم بالخلودْ
ناديت جهل الناس بالعشق الجميلْ
أرأيتَ أسراب الطيورْ ؟
أضممتَ أمواج البحورْ ؟
أشممتَ عقد الياسمينْ ؟
هذا رفات العاشقينْ
تأتى الرياح بروحهم عند الربيع
 فيبعثونْ
و يضمهم أسمى لقاءْ
ويعود همس العاشقين
 إلى الربوعْ
فحبيبتى ستعود يوماً
عندما يأتى الربيعْ
********
أحمد خيري سليم