إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 8 ديسمبر 1999

لماذا أنتِ





لماذا أنتِ مولاتى..

جعلتِ جميع أحلامى على سفرٍ كسربٍ

من حمامٍ راح يرحل فى سماواتى..

لماذا أنتِ مولاتى..

أبحتُ لك الطفولة فى معاملتى..

أبحتُ لك التجول فى شرايينى و أروقتى..

كعصفورٍ تنقل بين مكتبتى و مرآتى..

و ألوانـى و فرشاتى..

ليرسم عمرى الماضى و يصنع عمرى الآتى

لماذا أنتِ مولاتى..

إذا ما رحتُ أكتب فيكِ أشعاراً ..

يغنى الحبر فى قلمى..

و ترقص بين لـهفتها وريقاتى..

لماذا أنتِ مولاتى..

برغم القسوة ارتسمتْ على وجهى..

فإنك من أريها الضعف أيام انكساراتى..

و أرقد فى ذراعيها كطفلٍ فى بداياتى..

و أصرخ ملء أناتى..و أبكى بين كفيها..

فيغدو الدمع فى كفيك أنهاراً..

و أشجاراً تظللنى..

تشجعنى..و ترفعنى على فرسى..

و تدفعنى لأمضى لانتصاراتى

لماذا أنتِ مولاتى..

أراك أضأتِ كل نجوم أمسـيتى..

و كل حروف أغنيتى..

أراكِ زرعتِ كل الحب فى قلبى..

فكيف خلقتِ هذا النور من ذاتى؟!

لماذا أنتِ مولاتى..لماذا أنتِ بالذاتِ؟!

أهذا الحب سيدتى؟!

و من يدرى..

فكم قد بتُ أبحث عن بقايا الحب

فى كل الرواياتِ..

و بات الأمس فى عمرى

نسيجاً من حكاياتى..

جمعتُ من النساء الغيد فى قلبـى فراشاتٍ..

و حين بدا نـهارك وسط أيامى

قد احترقتْ فراشاتى..

أهذا الحب سيدتى؟

و لكن ليس إنصافاً إذا ما قلتُ :أهواكِ..

فإنك أنتِ فى عمرى بداية كل مبتدَىءٍ

..و خاتمة النهاياتِ

************
أحمد خيري سليم

الخميس، 18 نوفمبر 1999

يا طفلتي

ماذا هنالك فى الأفقْ ؟
هل تعشقين صغيرتى؟
ماذا عرفتِ عن الهوى..
أو عن دروب العشق أو عمَّن عشقْ ؟
هل تعشقين صغيرتى؟
هل كان حباً أم بقايا من ألاعيب الطفولة..
أم تسرب بين كفيك النَـزَقْ ؟
يا طفلتى..لا تنظرى للحب فى عفـويّهْ..
الحب ليس عروسك الورقـيّهْ..
إن المشاعر لم تكن يوماً لألعاب الصغارْ
يا طفلتى..أنا لى شروطُُ فى الهوى..
فأنا كشرقىٍّ أغارْ
فلتهدئى..لا تلعبى وسط الصغارْ..
لا تضحكى إلا إذا ضحك الكبارْ..
ألقى الدُّمَى من راحتيك جميعها
فكّى الضفائر و اكشفى وجه الأنوثة للنهارْ
فإذا فعلتِ فأعلنى قلباً عشقْ..
فاليوم قلبك قد صدقْ..
و إذا كرهتِ شروط قلبى فاحذرى أن تلعبى بالحبِّ
و انتظرى لتسقط بعض أسنان الصغيرةِ..وَقْتَها
ألقى بها للشمس تغرسْـها لتنبتَكِ امرأهْ..
فأنا أحبك كامرأهْ..و أنا أريدك كامرأهْ
****
أحمد خيري سليم

السبت، 23 أكتوبر 1999

مع الذات


بكــيتُ تعـاستى يومــاً

فـلاح الــعـمـر أشباحاً

إذا بالـنفـس تنـهــرنى

أراك الـسـيف والـقاضى

تخـاف مـن الـدنا جـرحاً

فـأنت قـعـدت عن عـملٍ

إذا الـصياد وسـط الـبحر

فـليس الـصيد للـبحّــار

بـدأتَ الـحـلـم عــدّاءً

ولـن تلـقـى سـوى زيفٍ

فـنور الحـلــم لا يهـدى

إذا غـلّـقـتَ نـافـــذتى

أتخـشى المـوتَ؟ فــلتعلم
وحــظى العـاثر الأخـرقْ

وقـبراً مـعـتمــاً أزرقْ

فـقـالت:كـفّ يا أحـمـقْ

ومـن أدمـى ومـن أشفقْ

وجـرحـك لى هو الأعمقْ

ولا تسـعى لـكى تـرزقْ

نــام فــإنه يـغــرقْ

مـرهـوناً عـلى الزورقْ

وتخـتمــه بأن تـسـبقْ

وعـمـرٍ ضـائعٍ يُسـرقْ

ونار الـحـلم لا تحــرقْ

فـإن الشـمس لـن تشرقْ

بأنك بـعـدُ لـم تُخـلَـقْ
أحمد خيري سليم

السبت، 4 سبتمبر 1999

مرثية فارس - إلى كل من رضى بذل بلاده

عفواً بلادي سامحيني
واغفري لي ما جنيتْ
قد مزق الأعداء ثوبك بينما عنهم غفلتْ
شاهدتهم يعلون في البنيان حتى مزقوا كبد السماءِ
فرحتُ أرقبهم طويلاً
ثم قلتُ: سبقتهم من ألف عامٍ
واكتفيت بما بنيتْ
خدشوا حياء رمالك العذراء قهراً
قلت: أهلاً... واستكنتْ
هم دنسوا الأقداسَ
قلت: العفو من شيم الكرامِ
وقد عفوتْ
سفكوا بحاراً من دمائك
قلت: إن الله حسبي وانتظرتْ
قالوا: فكن عبداً ذليلاً لا يفارق ظلنا أبداً...فكنتْ
رفعوا الحراب ليخرجوني من بلادي صاغراً
فرفعت أغصاناً من الزيتون فيها... وارتحلتْ
أنت انتظرتِ اللاء تخرج من فمي
أو من بقايا من دمي
لكنني أبداً صمتْ
عفواً بلادي سامحيني
واغفري لي ما جنيتْ
فلقد أضعتك والكرامة والبطولة ثم ضعتْ
لكنني مازلت أومن أنه سيجيء يوماً فارسٌ
بطلٌ جسورٌ سوف يبعث من دماء عدوه
أرضاً ومجداً قد أضعتْ
أما أنا
فسيشهد السيف الخجول بغمده أني هُزِمتْ
قد كنتُ يوماً فارساً لكنني اليوم انتهيتْ
عفواً بلادي سامحيني
واغفري لي ما جنيتْ
**************
أحمد خيري سليم

الأربعاء، 7 يوليو 1999

أوتار الذات


(1)
أحياناً...
أبحث عنى في عينيكِ
أتعثر في الآلاف من الأشياء
عدتُ بريئاً كالأطفال أسائل قرشى:
هل تكرهني أم تهوانى؟!
قفز القرش وراح يفكر:
هذا ملكٌ...تلك كتابه
ملكٌ ملكٌ ثم كتابه
ترك يدي وسقط أخيراً فوق حذائي
رحت أعيد الكرة لكن لا شىء
***
(2)
أحياناً
أدخل ذاك الحان المظلم
أملأ كأساً
أشرب...أشرب
تظهر حولي غانية
حين ينادي الناي تلبي
ترقص تتلوى كالثعبان
أرقص معها
تلدغني
ألقي الكأس وأخرج أبكي كالصبيان
***
(3)
أحياناً
أدخل في المحراب أصلى
أركع...أسجد...أبكي
أخرج...أجد حذائي مختنقاً
يغرق في الطين
رغماً عنى أضحك أضحك كالمجنون
***
(4)
أحياناً
أسأل نفسي عن نفسي
أسمع ضحكات
أنظر في المرآة إليها
تصفعني...أتناثر
أصبح صفراً في لحظات
أجمعني
أفتح خارطتي
أشطب كل دروب الذات
***
                                                                  أحمد خيرى سليم

الثلاثاء، 23 مارس 1999

لماذا أبالي

لماذا أبالى؟
إذا ما افترقنا..لماذا أبالى؟
أما كنتُ أحسب أنى غنىّ
عن العالمينَ ؟
أما كنت أحسب أن النساء جميعاً سواءُ..؟
وأنى سأهوى إذا ما أردتُ
وأنى سأهجر من لا أشاءُ..
لماذا أبالى؟
لماذا أرى القلب فى الليل يغزل بالجرح جرحاً..
فينزف حزناً يفوق احتمالى..
لماذا أبالى؟
فلا الآه تشفى
ولا الصبر يحرق يأسى وخوفى
ولا شىء يملأ عينى سواها
كأنى أراها جميع النساءِ
وسر الوجود ومغزى بقائى..
لماذا أبالى؟
لقد علمتنى وما كنت أعلم
أنى بسيطٌ..
فلا شىء عندى
سوى بسمة الثغر أو دمعتينِ
وناى خجولٍ
 يسرّ بلحن الهوى لليدين
وقد علمتنى وما كنت أعلم
أنى ضعيفٌ
ولا شىء عندى
سوى الحلم يرقد بين الجفون
يعربد ليلاً
وينفخ فى الصورِ
يبعث للقلب كل البطولة
خلف العيون
وقد علمتنى
وما كنت أعلم أنى فقيرُ
فلا شىء عندى
سوى نمنماتٍ على باب قلبى
تغنى لحبى وتصنع للعشق
فجراً ونوراً..وقصراً وسوراً
يحيط الأحبة فى لحظتينِ
لقد علمتنى
ودرسى الأخير افتراق الأحبة
كان اختباراً لعزم الرجالِ
سؤالٌ أخيرٌ وأمضى لحالى
لقد عشتُ قبلك عمرى وحيداً
وحين افترقنا رجعت
مع القلب وحدى أسيراً
 لصمت الليالى
فهل من جديدٍ
لماذا أبالى؟
*******
أحمد خيري سليم

السبت، 16 يناير 1999

قلمي المجنون

سامحني يا قلمي المجنونْ...
حلقك قد جف من الأوراقْ...
ظمآنٌ مشتاقٌ كي تجريَ
كي تمرح بين الكلماتْ
لكن هيهاتْ
فالحبر هدية سلطاني كي أكتب في مدح السلطانْ
كي أكتب عن دفء فراشي
كي أكتب عن فرط طعامي
وخزائن خيرات ملأى
وبحارٍ تقذف بالمرجانْ
لكنك تسكر بالأحبارْ
تتراقص تهذي ليل نهارْ
تكتب في حبٍ عذريٍ والحب حرامْ
تكتب عن عينٍ تعشق سحر نجوم الليل
وكل عيون الناس نيامْ
تكتب عن وردٍ في أرضٍ لا تطرح إلا الألغامْ
تكتب عن جودٍ.. عن صدقٍ .. عن بعض وفاءْ
أشياءٌ يا قلمي أضحت والأرض سواءْ
مازلت تعيش عصوراً فانيةً وتخط لعصرك حرف اللاءْ
سامحني يا قلمي المجنونْ...
لن تشرب من قطر مدادي حتى تقسمَ
أن تكتب ما يبغي السلطانْ
إما أن تخلع عن سطرك زي الفرسانْ
أو تحيا في يأسٍ ظمآناً يا قلمي وتموت مهانْ
*************
أحمد خيري سليم