إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 14 ديسمبر 1998

عودي



أنــا لـست أنــسى لو تطول حياتى     عهد الهوى ينساب فى عبراتى
لــم قـد رحلتِ ولم يزل فينا الهوى     طــفلاً بريئاً مـثـقـل الخـطواتِ
يحــبو ليبحـث عـــــن أنامـل أمــه     فـيتوه مـنّى فى دجى الطرقاتِ
لو كان ينقصكِ الدليل على الهـوى     يكــفيكِ مــا باحـت به نظراتى
يلتاع قلبى إن بكيتِ، وإن ضحكتِ     تــبـسمـتْ عـيناكِ فـى قسماتى
أنـا لا أرى إلاك وســط دفـــاترى      بل مـــا أنــا إلاك فـى المـرآةِ
عـلّمتِنى كيف البكارة فى الــهـوى      فــنذوب تـقبيلاً بـلا قـــبـــلاتِ
قلمى الذى قد عاش عــندكِ راهـباً      من أجل عينيكِ استباح دواتى
كم قد تطهرتْ السطور بصـورتكْ      وتوضـأتْ مـن وصفها كلماتى
أحــرقــتُ قــلبى فــى هواك تقرّباً      ونثــرتُ بيــن يديكِ كل رفاتى
كــم أبحــرتْ ســفنى بــغير هدايةٍ      ورسـوتُ عندك فاتخذتكِ ذاتى
الشـــوق مــدّ يديه نحوكِ فارحمى     هـــذا الــفــؤاد مــعذب الخفقاتِ
لا تتــركى قــلبى لأشرعة السفينِ      يضيعها عصف الظنون العاتى
كــم عــشتُ ظـمآن الهوى فتقدّمى     وخذى الغرام من العيون وهاتى
عودى إلىّ ضعى رحالك فى دمى     فالــنــور يـخـبو خارج المشكاةِ
لا تــرحــلى عـنى فـيرحل عمرنا     يا كـل عـمرى ما مضى والآتى
سأعـيش عمرى فى هواكِ مسافراً     يا آخـــر الأســفار والــرحلاتِ
                                                         أحمد خيري سليم