إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 17 مارس 2000

رسالة من طبيب تعبان (عامية)



هاقرالكو حتة من رسالة شاب حائر

كان طبيب راح يستلم تكليف وزارى و بقرار ظالم و جائر

عينوه تحت الجنوب

يالا اسمعوا..خلوا اللى فكر يوم يكون دكتور يراجع فكرته..

يمكن يغير مهنته..جايز يتوب..نص الجواب:

أمى العزيزة الطاهرة..بعد التحية والسلام..يحلا الكلام..

وابعت رسالتى معطرة..بالدمع والشوق والحنين..

مبعوتة من آخر بلاد المسلمين..على ألف كيلو من جنوب القاهرة..

باركيلى يا ست الحبايب..زغرطى لـمّى الجيران

حاكم وزارة الدكترة..فجأة لقيتها مقررة..إنى اتبعت أبعد مكان

لجنوب حلايب..مش باقولك زغرطى

طبعاً يا أمى اطمّنى دى الحالة عال..

والعيشة عمرى ما عشتها ولا فى الخيال..

الـميّة غير ما درستها..هنا ليها طعم و ليها ريحة و ليها لون..

والأكل زى الـمزرعة..مليان بأنواع الطحالب و العفن..

أما السكن فمافيش سكن..حبة قماش اسمه الخيام..

و اهى حاجة تستر م العقارب والهوام..

والانتقال فوق المواشى والجمال..

حتى التراب طول النهار عمال بيدبح فى العيون..

هنا كل يوم عمال باقرّب م الجنون..

أمى العزيزة..ابنك المحروس عِلِــى..ابنك وصل..

شغال فى مستوصف كبير..و العبد لله المدير..

مش عبقرية فى العمل ولا مقدرة..لكن مافيش غيرى هنا..

بابقى التمرجى والطبيب للعيانين..و ساعات باكون الصيدلى..

مع إن فى الـمخزن مافيش غير أسبرين..أو بنسلين..

بالليل بقى بابقى الغفير..

مش قلتلك..الطب فى البلد الفقيرة يعيش فقير..

و يموت فقير ويّا الزمن..وهيدّفن من غير كفن..

طب الحجارة والبخور..طب النبات والمعجزات..

و الحالة لو مستعصية..يبقى العلاج بالأدعية..

م الأولياء الصالحين..

و الأمر لو محتاج جراحة..فالجراحة شىء بسيط..

خرّاج عبيط..أو بنت نخرم ودنها بإبرة خياطة وأى خيط..

أكبر جراحة عندنا هى الطهور

أما الآلات فآلاتنا آخر فلّلى..مشرط مصدى من سنين..

و سرنجة واحدة بتتغلى..

ماقدرش اغير سنّها إلا بقرار م البيه الوزير

آدى حكاية شاب واحد من آلاف واقفين طابور

أصل العمل فى الطب سخرة..

يعنى طور مربوط فى ساقية بيشتغل ماياخدش أجرة..



مرة قريت فى كتاب لغة عن أصل طب

الطب كلمة أصلها م الفعل:طَب..يعنى وقع..

واللى وقع ماوقفش تانى..واللى وقف..فجأة انخطف..

واللى انخطف مارجعش تانى..

دى الحكاية باختصار..و بدون هزار..رحلة ضياع..

و التذكرة رايح فقط..مافيهاش رجوع..

أمي العزيزة فى الختام ... عايز أقولك أمر هام..

ويّا الجواب ستين جنيه..

تحويشتى من أربع شهور..جد و عمل..

إدّى الفلوس لخطيبتى يمكن تنتظر..

و قوليلها تصبر..ده اللى يصبر ينتصر..

و بدون مبالغة فى التفاؤل والأمل..

همّا يدوب تلاتين سنة..و ارجع نجيب أجمل دبل..

تبدأ حياتنا من جديد أو تنتهى..مش مشكلة..

بس المهم انّى أكون حققت كل الأمنيات..

و جاوبت كل الأسئلة..

يفضل سؤال مالهوش جواب مهما يطول بيّا الزمن..

ياهل ترى لسة الطبيب شىء محترم..

والاّ خلاص مالهوش تمن..
*********
أحمد خيرى سليم